لا تضيع وقتك بحل المشاكل الخاطئة

ديسمبر، 2013

في بعض النقاشات التي أشاهدها وحتى الرسائل التي تصلني من أشخاص يسألوني عن رأيي بمشاريعهم، أجد أشخاص يحاولون أن يطوروا شيء من حولهم، يفكروا بحلول لمشاكل وطرق لانجاح مشاريعهم التي يعملوا عليها وهذا أمر رائع. لكن ما لاحظته، أن كثير منهم يصبوا تركيزهم ووقتهم على المشاكل الخاطئة، مشاكل لم تحدث بعد ويضيعوا وقتهم بالبحث عن حل لها.

اطلاق شركة ناشئة ليس مشكلة واحدة كبيرة يجب حلها مرة واحدة منذ الاطلاق بل سلسلة مشاكل ستزيد وتصعب مع مرور الوقت، محاولة توقع وحل جميع المشاكل التي سيواجهها هذا الشخص على الأغلب ستؤدي لفشل المشروع لأن القرارات التي يتخذها وتركيزه منصب على مشاكل لم تحدث بعد وقد لا تحدث أبدا. في بعض الأحيان، محاولة حل هذه المشاكل من البداية وتضييع الموارد على توقعها وحلها قد يؤدي لعدم اطلاق المشروع من الأساس.

عندما يسألني شخص مثلاً كيف أبني موقعي ليتحمل ملايين الزوار باليوم الواحد أو ما هي لغة البرمجة أو قواعد البيانات الأفضل لتحقيق ذلك، أول سؤال أطرحه كم زائر لديك اليوم ولماذا تفكر بحل هذه المشكلة الآن؟ مالم يكن العدد اقترب من ذلك وأصبحت هذه مشكلة لا تحتمل التأجيل لماذا تفكر بها الآن؟ المشكلة الأولى والتي يجب أن يركز عليها هي بناء موقع يجذب هذا العدد من الزوار ثم بعد أن يصبح ثقل الموقع هو المشكلة ابحث عن حلاً لها.

التفكير والتحضير للمستقبل أمر جيد لكن في عالم الشركات الناشئة، أن يضيع رائد الأعمال وقته بالتفكير بمشاكل لم تحدث وصب تركيزه على توقع مشاكل قد لا تحدث اطلاقاً هو حتما ما قد يؤدي لفشل المشروع. الشركات الناشئة غالباً لديها موراد محدودة جداً واستغلالها بالشكل الصحيح أمر ضروري لاطلاق واستمرار المشروع.

التعليقات في Arabia I/O