كيف نتخذ القرارات بشركة حسوب

يوليو، 2012

نجاح أو فشل أي مشروع هو نتيجة لسلسة القرارات التي تم اتخاذها منذ لحظة اطلاقه. إن كان أغلبها صحيح سينجح المشروع وإن كثرت الأخطاء فسيفشل. أجل بهذه البساطة! يوجد أخطاء سترتكب بلا شك لكن سؤال المليون هنا هو كيف تعلم أن القرار الذي تتخذه هو الأصح؟ الأمر ليس سهل على الإطلاق فبعض القرارات قد تؤثر على الشركة وفريق العمل وجميع العملاء أيضاً، قرار خاطئ قد يقتل المشروع كاملاً أو يسبب خسائر لا يمكن تعويضها.

قبل إتخاذ أي قرار يجب أن تعلم أولاً الهدف من المشروع ولماذا أطلق أساساً وإن إطلعنا على تاريخ أغلب الشركات الناجحه والتي أحدثت تغيير حقيقي بالعالم جميعهم كان لهم هدف واضح (غير الربح المادي) وأغلب من فشل أو تعثر منهم حدث ذلك بعد ضياع رؤية الشركة وهدفها. إن لم يكن للمشروع رؤية وهدف واضح فالاحتمالات تقول أن المشروع سيفشل (أو لن يحقق نجاح كبير) وسبب ذلك هو عدم وجود مرجع يساعدك على اتخاذ القرارات وهذا يعني أن القرارات التي تتخذ أصبحت عشوائية حتى إن تم بناؤها على احصائيات وأرقام فعند طرح أي فكرة أو قرار ستجد من يوافقه ومن يعارضه، إذاً من الصحيح فيهم؟ حتى لو كنت تظن أن قرارك هو الصحيح لكن ماذا لو كنت مخطئ؟

هذا الكلام ليس مجرد نظريات أو فلسفة بل هو تماماً ما نقوم به في شركة حسوب والطريقة التي نتبعها دائماً أنا وكل شخص في فريق العمل هي العودة لهدف شركة حسوب الرئيسي "تطوير الويب العربي". لا يمكن أن نتخذ أي قرار يسير عكس ذلك مهما صغر أو كبر هذا القرار فبالنسبة لنا تطوير الويب العربي أولاً ثم الربح المادي الذي سيساعدنا الإستمرار ثانياً. ما أخبرت فريق حسوب هو أن يعتمد كل منهم على نفسه في اتخاذ القرارات المتعلقة بمهامه دون الرجوع دائماً لي وليسأل كل منهم نفسه هل قراري هذا سيساعد على تطوير الويب العربي أم العكس؟ وعلى أساسه يتصرف.

ماذا عن الربح المادي؟ هو أمر مهم في كل شركة طبعاً ويتم وضعه بالحسبان عند اتخاذ القرارات لكن فقط إذا لم يتعارض مع الهدف الأساسي وهو تطوير الويب العربي في حالة شركة حسوب. وجود هدف أسمى من الربح المادي ضروري لأي شركة تحاول أن تحدث تغيير حقيقي وهو ما يدفع فريق العمل لبذل أقصى ما يستطيع ومواصلة العمل حتى في أصعب الظروف ودون وجود مردود كبير. إن كانت الشركة مدفوعة بالربح المادي فقط هذا لا يعني أنها بالضرورة ستفشل لكن هذا النوع من الشركات لن يكون الأول في مجاله ولن يحدث أي تغيير.

قبل أن تبدء مشروعك الناشئ، اسأل نفسك ما هو الهدف الحقيقي منه واجعله المرجع عند اتخاذ أي قرار.