1 + 1 != 2
يناير، 2020
عندما أتحدث مع شخص لأول مرة ويصل الحديث عن حسوب، غالباً يتم سؤالي بطريقة غير مباشرة سؤال اعتدت سماعه منذ سنوات. لماذا تطلقوا العديد من المشاريع؟ أو بصراحة أكثر، لماذا أنتم غير مركزين؟ أليس عدم التركيز سيء، ألا يفترض أن تركز الشركة على مشكلة واحدة تحاول حلها لتتمكن من جلب استثمارات، ليتم الاستحواذ عليها، لتنجح؟
معظم أو جميع كتب ريادة الأعمال والاستثمار التي قرأتها تعتبر التركيز شيء أساسي لنجاح الشركات الناشئة. فكرة التركيز بحد ذاتها ليست سيئة، احتمال نجاح أي شخص بالعمل على شيء واحد فقط حتماً أعلى من العمل على أكثر من شيء بنفس الوقت. هذه الفكرة بسيطة وواضحة كوضوح 1 + 1 = 2.
لكن ماذا لو قلت لك أن واحد زائد واحد لا يساوي اثنين؟ أنا لا أتحدث عن الرياضيات، أتحدث عن عالم غير مثالي، غير منطقي وغير مستقر. تخيل أن أعطك آلة حاسبة تشبه أي آلة حاسبة أخرى استخدمتها في حياتك وقلت لك أن هذه الآلة الحاسبة مختلفة وغالباً ستغير الأرقام التي تدخلها قبل الضغط على زر يساوي، ثم طلبت منك تجربة 1 + 1 عشرة مرات. مالذي تستطيع اثباته باستخدامها؟
الآلة الحاسبة الوهمية السابقة لا تختلف عن رؤيتي الحالية للسوق العربي. احتمال خروج شركة عربية منه قادرة على منافسة شركة من سوق أكبر مثل أمريكا، أوروبا، الصين أو الهند بتطبيق ما يفعلوه هم الآن أقرب للصفر. انظر لآخر 10 سنوات من ريادة الأعمال في منطقتنا، أفضل النماذج التي خرجت خلالها ويشاد بها تعد على الأصابع، وجميعها بيع لشركات أخرى. ان أردنا نتيجة مختلفة علينا تجربة وصفات جديدة.
1 + 1 = 3
هذا مثال قرأته في أحد الكتب لكني نسيت اسمه. لو كان لديك اذن واحدة فأنت تستطيع السمع، لو كان لديك اذنتين فأنت تستطيع السمع أفضل بمرتين لكن وجود اذنتين سيمكنك من تحديد اتجاه الصوت أيضاً.
قد يكون من الأفضل للشركات الناشئة العربية اليوم أن تحل أكثر من مشكلة لنفس شريحة عملائها عوضاً عن التركيز على حل مشكلة واحدة وانتظار نمو السوق أو طوق النجاة باستحواذ شركة أجنبية، لعدة أسباب:
- هذا سيمكن الشركات العربية من منافسة شركات أجنبية أكبر، ممولة بشكل أفضل، بخبرة أكبر ان قررت دخول السوق لكن بشكل غير مباشر، مثل حرب العصابات
- نمو أي مجال مرتبط بمجالات أخرى، مثلاً العمل الحر مرتبط بالتعليم، بالتوظيف عن بعد، بأدوات العمل عن بعد، بأنظمة الدفع وغيرهم. أحياناً لا حل سوى أن تعمل على تطوير مجال آخر لإنجاح مجال الشركة الرئيسي اما لأن الحلول الموجودة بالسوق ليست جيدة أو غير موجودة
- ستنشغل الشركات بتطوير منتجات وبناء خبرات تقنية وستتعلم أن تحل مشاكل السوق بنفسها دون انتظار أحد، على المدى البعيد هذا سيزيد من قدرة الشركة وقدرة السوق ككل على المنافسة
- وجود الشركة بأكثر من مجال سيعطها المرونة اللازمة لتغيير الطريق ان دعت الحاجة للوصول لنفس الهدف، بفرض أن الهدف ليس بيع الشركة الناشئة لشركة أخرى
قد نكتشف بالمستقبل أن الافتراضات التي نبني عليها استراتيجية حسوب خاطئة، ولا بأس بذلك لكن حالياً أفضل طريقة أمامنا هي أن نعمل عكس أي افتراضات محفور بأذهان الآخرين وشق طريق مختلف كلياً.