سنة على إطلاق شركة حسوب
مارس، 2012
البارحة فقط حتى تذكرت مرور سنة على إطلاق شركة حسوب ومنصة إعلانات حسوب، كان ذلك في 21 مارس 2011. يبدو أننا كنا منشغلين جداً لتذكر هذا الحدث، السنة مرت بشكل سريع رغم ساعات العمل الطويلة والمصاعب وكثير من التوتر. لا أظن أن أحداً سيفهم ما أقصد تماماً مالم يجرب إطلاق شركة ناشئة بنفسه فالكلام دائماً سهل والقراءة عن ريادة الأعمال والشركات الناشئة لا تشكل شيء مقارنة مع اطلاق شركة ناشئة فعلياً.
تعلمت الكثير السنة الماضية على الصعيد التقني فيما يتعلق بتطوير نظام يحتاج ثبات وسرعة أداء يعمل تحت ضغط عالي وأيضاً على صعيد ادارة الأعمال أو لنقل ماذا يعني أن تكون Entrepreneur. هذا يجعلني أشعر بنوع من التقصير كوني لم أكتب عن التجارب التي مررت بها وتعلمتها هنا في المدونة رغم أني وعدت بذلك سابقاً.
عندما عرضت فكرة إعلانات حسوب للمرة الأولى كثير من الأشخاص الذين ظنوا أنها فكرة متهورة لن تستمر وإن أردتم الصراحة وفكرنا بشكل منطقي أجل هي فكرة متهورة خصوصاً للمطلعين على سوق الإعلانات عربياً فهو يشبه أغلب الأنظمة العربية. أقل من 1% من المواقع تحصل على 99% مما يتم انفاقه على الإعلانات عربياً فهو سوق يتحكم به يعض الشركات المعروفة و وكالات العلاقات العامة من جهة أضف الى ذلك وجود جوجل أدسنس من جهة أخرى، ناهيك عن وجود العديد من المحاولات العربية السابقة التي فشلت للأسف رغم امتلاكهم أضعاف ما نملك من موارد والحاجة لتطوير منصة إعلانية من الصفر لا تقل بالمستوى والأداء عما هو موجود لتتمكن من المنافسة.
رغم كل ذلك وبعد مرور سنة وضع حسوب جيد جداً والحمدلله ونحن نسير على نفس الجدول الزمني الذي وضعته. لا يوجد أرباح بعد لكن أستطيع القول أن حسوب تغطي مصاريف التشغيل منذ بداية هذه السنة دون الاستعانة بأي تمويل. على كل حال، لكي لا تخرج من هذه التدوينة بدون فائدة هذه 5 نصائح سريعة تعلمتهم من تجربتي خلال السنة الماضية وان شاء الله سأتكلم عنهم بشكل مفصل في تدوينات قادمة:
- إنطلق بأسرع وقت ممكن فور جاهزية الأمور الأساسية و واصل التطوير لاحقاً، البعض سينتقد ما هو ناقص لكن لا بأس. عندما أطلقنا إعلانات حسوب، لم يكن هناك واجهة عربية، بشعار وتصاميم عادية جداً، لم يكن هناك امكانية استهداف الدول، الاستهداف عن طريق الكلمات المفتاحية لم تكن تعمل، بدون دعم اعلانات فلاش، حتى أمور بسيطة مثل اعادة تسمية الحملة الاعلانية لم تكن موجودة، ليس ذلك وحسب بل نظام حساب وتحويل الأرباح للناشرين لم أكن قد انتهيت منه. أي أننا أطلقنا إعلانات حسوب صباحاً وكان لدي بضعة ساعات حتى المساء لأنهي ذلك قبل الساعة 12 ليلا.
- عندما يكون أساس تعامل الشركة B2B يجب أن تدرك أن التعامل مع الشركات الأخرى تحكمه العلاقات والعلاقات فقط. من الأسهل لهم أن يتعاملوا مع من يعرفوه عوضاً عن تجربة شيء جديد حتى وإن كان أفضل بمراحل. ستحتاج لتطوير علاقاتك أو من الأسهل أن تحضر شريك معك لديه علاقات أقوى فهذا سيختصر عليك الكثير. الجميل بأسلوب B2B صحيح أنه يحتاج وقت أكبر للحصول على عميل مقارنة مع B2C لكن عندما تستخدم شركة منتجك وتشعر بالفائدة تبقى عميل دائم طالما تحقق لهم فائدة أكبر من باقي المنافسين عكس المستخدمين العاديين.
- لا تضيع وقتك بالبحث عن مستثمرين بل إبحث عن عملاء. المستثمرين سيأتوا عاجلاً أم آجلاً بمجرد أن يشعروا أنك بدأت تحقق نجاح. طبعاً كلامي هذا ينطبق على الشركات الناشئة التي لديها business model وقادرة على تحقيق أرباح. مثلاً خلال السنة الماضية تواصلت مع شركة VC واحدة فقط تطلبت من وقتي ساعتين ونصف بين ايميلات ومحادثة على سكايب لكني بنفس الوقت تواصلت مع أكثر من 100 شركة كعملاء محتملين. الآن العملاء هم من يمول حسوب وليس شركات الاستثمار ولأن تركيزنا كان منصب على تطوير إعلانات حسوب وبناء اسم تجاري قوي. الشركات الأخرى الآن هم من أصبحوا يتواصلوا معنا.
- أن توظف أشخاص متحمسين لما تقوم به أهم من الخبرة. حسناً قد لا تكون هذه النصيحة دقيقة جداً لكن الشخص المتحمس للعمل قد يحتاج تدريب لبضعة أشهر وسيتعلم ما ينقصه ثم سيبذل أقصى ما بوسعة، سيرتكب أخطاً لكن بالنهاية أنت مازلت شركة ناشئة وهذا شيء متوقع أما الشخص الغير متحمس حتى ان كان خبير بمجاله لن يحقق نتائج جيدة. إن وجدت شخص متحمس وخبير بنفس الوقت سيكون من الأفضل ادخاله كشريك لكن يصعب ايجاد هذا النوع من الأشخاص!
- قدم أفضل خدمة عملاء ممكنه. هذا الشيء يساعد الشركة الناشئة كثيراً ونستطيع القول أننا نقوم بذلك أفضل من جميع منافسينا. عندما تكون فعلاً مهتم أن تساعد العملاء ستقوم بأكثر مما هو مطلوب منك وفي كثير من الأحيان قدمنا نصائح وارشاد لعملائنا رغم أنها ليست متعلقة بإعلانات حسوب. هذا جعلهم يثقوا بنا أكثر ويستمروا معنا.
قبل أن أنهي هذه التدوينة أريد أن أشكر فريق حسوب الذي يبذل أقصى ما في وسعه وبسببه تمكنا من الاستمرار حتى الآن، الطريق مازال طويل لكني أعلم أننا نسير بالاتجاه الصحيح. كذلك أريد أن أشكر كل من وقف معنا منذ البداية، من أبدى رأيه بنصيحة أو انتقاد لجعل إعلانات حسوب أفضل، من وثق بنا و وضع الإعلانات في موقعه حتى قبل أن يوجد لدينا أي معلن، من كتب عن حسوب وكل من ساهم بشيء مهما كان بسيط فذلك يعني الكثير لنا. شكراً لكم جميعاً.
على الجانب، سأكون حاضر في مؤتمر عرب نت ان شاء الله. ان كنت من الحاضرين سيسعدني أن نلتقي هناك ويمكنك التواصل معي عن طريق تويتر أو الايميل.