لماذا طورنا ”أنا“
ديسمبر، 2019
أطلقنا اليوم في حسوب مشروعاً جديداً اسمه ”أنا“ يهدف لمساعدتك على التركيز على مهامك ومتابعة ما يهمك. من خلال واجهة سهلة الاستخدام ستتمكن من بناء لوحات عن مشاريعك وأهدافك، اهتماماتك ومن متابعة مواقعك المفضلة أيضاً. في هذه التدوينة سأوضح من أين أتت الفكرة، المشكلة التي يحلها “أنا“ وخططنا المستقبلية له.
الفكرة
ما هو أول شيء تتصفحه عندما تبدأ يومك؟ هل هو بريدك، تويتر، ربما فيسبوك أو شبكة اجتماعية أخرى؟ عندما راقبت تصرفاتي، لاحظت أني أبدأ بالبريد وأغلب اجابات من سألتهم كانت متشابهة، البريد أو حائط إخباري من نوع ما.
المشترك فيما سبق، أنّ بداية يومك وما يؤثر على مزاجك وإنتاجيتك حتى نهاية اليوم لا تحدده أنت، بل يحدده الآخرون لك. بدء يومك بتصفح الشبكات الاجتماعية هي أفضل طريقة للسماح للآخرين بالتأثير على مزاجك وتدمير انتاجيتك، إما لأن الأخبار السيئة ستجد طريقها إليك أو لأنك ستضيع أهم ساعات يومك بما يظن الآخرون أنه مهم. ما لاحظته، أن إنتاجيتي ارتفعت كلما ابتعدت عن الشبكات الاجتماعية (وعن البشر أيضاً، لكن هذا موضوع آخر).
البريد الإلكتروني ليس أفضل بكثير. قد يكون لديك قائمة مهام خططت مسبقاً للعمل عليها في بداية اليوم ثم تفتح بريدك لتجد قائمة أخرى بالطلبات والمشاكل التي تحتاج حلاً، في الوقت الذي تنتهي منه من هذه الطلبات فإن معظم يومك وما خططت له، يؤجّل لأجل غير مسمى. وترى أيامك تدار حسب أولويات الآخرين وليس أولوياتك أنت.
”أنا“ بالنسبة لي بدأ كفكرة لمشروع شخصي. أردت شيئاً أبدأ به يومي، أستطيع تخصيصه كما شئت للتركيز على ما أهتم به، بالوقت الذي أحدده. أردت أن أتمكن من:
- انشاء أكثر من لوحة عن اهتماماتي المختلفة ومتابعتها خلال اليوم بالوقت الذي أختاره أنا
- متابعة مواقع محددة تهمني. لا خوارزميات تتحكم بما يظهر لي أو تعتمد على ما يشاركه الآخرون
- انشاء قوائم مهام للمشاريع والأهداف التي أعمل عليها سواء كانت التي نعمل عليها في حسوب أو شخصية كالتمارين اليومية
- حفظ أفكار، ملاحظات وروابط عن موضوع ما في مكان واحد
بين الحين والآخر، أبدأ بالاهتمام بمجال جديد أو هواية ما. أردت أن أتمكن أن أجمع كل ما يهمني عن هذا الموضوع بمكان منفصل لمتابعته بوقت محدد أو العودة اليه لاحقاً. *يوجد برامج مختلفة توفر ما سبق، لكن لا شيء بالبساطة أو الانسجام الذي أريد*، أغلبها لا تدعم العربية بشكل جيد حتى، ومحاولة تنظيمها واشتراكاتها مهمة اضافية بحد ذاتها.
قضينا سنة ونصف في حسوب نعمل على تطوير ”أنا“. التطوير أخذ منا الكثير من الوقت كما تم تأجيل الإطلاق أكثر من مرة، فمن جهة كنت أعمل مع فريق التطوير على تطبيق خاص جداً سأستخدمه يومياً، أردته أن يكون ثابتاً، سريعاً، سهل الاستخدام، يعمل عند انقطاع الانترنت، يعمل على الجوال، باللغة العربية والانجليزية، ليلبي احتياجاتي الحالية. من جهة ثانية، كنا نجرّب بعدة أفكار وأضفنا بضعة تطبيقات أخرى للوحات ”أنا“، وتدريجياً وصلنا لشيء مميز ومتعدد الاستخدامات. ”أنا“ أصبح أقرب لمنصة توفر لك تطبيقات بسيطة منسجمة بمكان واحد تركز عليك أنت. لهذا السبب أيضاً أسميناه ”أنا“.
المستقبل
هناك العديد من الأفكار والتطبيقات التي نرغب باضافتها الى ”أنا“ خلال الأشهر القادمة، كما سيكون لدينا تطويرين رئيسيين نعمل عليهما يسرني إطلاعكم عليهما مسبقاً.
أولاً: تعدد المستخدمين
نريد أن نجعل ”أنا“ مثالي ليس فقط لبناء لوحات شخصية، بل مثالياً للشركات وفرق العمل أيضاً. هذا يتضمن:
- تطوير مزيد من التطبيقات تركز على الانتاجية وتحل مشاكل مختلفة لرواد الأعمال، المستقلين وفرق العمل
- إمكانية إنشاء فرق عمل وإضافة أكثر من مستخدم للوحات بصلاحيات مختلفة
هذا سيجعل ”أنا“ أقرب لأداة لإدارة المشاريع وإنجاز مهام فرق العمل. نطوّر ”أنا“ بناء على خبرتنا في حسوب بالعمل عن بعد وأتوقع أننا سنصل لشيء يساعد الشركات على العمل بانتاجية أعلى وتكلفة أقل.
ثانياً: اتاحة تطوير التطبيقات للجميع
نخطط لأن ننشئ متجر تطبيقات وتوفير واجهة برمجية تمكن المطورين والشركات من تطوير تطبيقات تعمل مباشرة داخل ”أنا“ وتمنح المطورين وصولاً لسوق جاهز يمكنّهم من البناء على ما بنيناه في حسوب خلال السنوات الماضية واختصار الكثير من الوقت.
ان كنت مبرمج، تخيّل أن تطور مشروعاً جانبياً SaaS له وصول لجميع مستخدمي ”أنا“ من أول يوم دون أن تحتاج لأن تبرمج أي شيء متعلق بالاشتراكات، المدفوعات، الحماية، تسجيل المستخدمين أو حتى التسويق له. سيتمكن مستخدمي ”أنا“ من الاشتراك به بضغطة زر، ومن خلال متجر التطبيقات سيتمكنون من اكتشاف حلولاً تساعدهم على ادارة أعمالهم ومشاريعهم.
هذه النقطة تحديداً أكثر ما يحمسني لمستقبل ”أنا“. هدفنا في حسوب أن نمهّد الطريق أمام رواد الأعمال والمستقلين. نريد أن نسهل عليهم الانطلاق بمشاريعهم وتسريع وصولهم للسوق. تطوير العالم العربي أكبر من أن تقوم به حسوب وحدها، وخلال السنوات القادمة، سنفعل مع ريادة الأعمال ما فعلناه مع العمل الحر. سنجعل ريادة الأعمال متاحة لعدد أكبر والبدء بها أسهل من أي وقت مضى. ”أنا“ هو جزء من استراتيجية أكبر بدأنا العمل عليها في حسوب منذ بداية السنة.
الطريق أمام ”أنا“ ما زال طويلاً والأهداف التي وضعناها للسنوات القادمة أكبر من أي شيء عملنا عليه سابقاً. في تدوينة لاحقة، سأذكر لكم كيف نخطط لاستخدامه في فريق حسوب. حتى ذلك الوقت، أدعوكم لتجربته والاستمتاع به.